ما أصابك من ابتلاء إلا وقد أصاب نبيَّك مثله فاصبر

ما أصابك من ابتلاء إلا وقد أصاب نبيَّك مثله فاصبر

ما أصابك من ابتلاء إلا وقد أصاب نبيَّك مثله
فاصبر

أخي المسلم أختي المسلمة
إن أصابتك الدنيا بأنيابها فاصبر واحتسب وتمثل قول الله عز وجل أمام
عينيك
إذ يقول في كتابه العزيز {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم

بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10.
ثم اعلم أخي واعلمي
أختي
أنه ما أصاب المرء من أمور
الدنيا فإنه قد أصاب نبي الله وصفوته من بين
خلقه صلوات ربي وسلامه عليه مثله
فلعل ذلك يكون لك عزاء وسلوى .
وتعالوا بنا إخوة
الإسلام
نطوف في سيرته العطرة
لنرى أن حياته عليه الصلاة والسلام لم تكن مفروشة
بالرياحين والورود في كثير من
أوقاتها نسأل الله أن يجزيه عن الأمة خير ما
جزا نبيا عن أمته
:
1-هل أنت يتيم ؟
هل فقدت أمك صغيرا
؟
استمع إلى
قصة نبيك عليه الصلاة والسلام:
بعد أن تزوج عبد الله
الابن الأصغر لعبد المطلب
والذي حاز المنزلة الكبيرة في قلب أبيه بعد زواجه
من أمنة بنت وهب خرج وهو لا
يزال عروسا في رحلة للتجارة ولم يعد من تلك
الرحلة إذ إنه مرض ومات وترك زوجته
حاملا بخير وليد عرفته الدنيا ، مات
أبوه ولم يره ولم ينعم بقول :يا أبي

فيا من فقدت
أباك لست وحيدا ولا الأول ولا الأخير ولتكن لك في سيرة حبيبك المصطفى
السلوى.
ثم
ماتت أمه وله من العمر ست سنوات فلم يدم تنعمه بحضنها طويلا
.
فيا من فقدت
أمك قل إن سيدي محمدا عليه الصلاة والسلام سبق أن فقد أمه
قبلي.
2- هل
أُذيت وكذبت من قومك وأهلك استمع لما حدث لسيد الخلق
أجمعين:
لقد
كُذب الصادق الأمين
عليه الصلاة والسلام من قبل قومه ونعت بأبشع النعوت فقالوا
ساحر وقيل عنه
كذاب وقيل كاهن وقيل مفتري وقيل عنه مجنون ووصف بالمذمم عليه
صلوات ربي
وكان عمه من أشد الناس عداوة له حيث بادر أولا بتطليق ابنتي النبي من
ولديه
وكانت امرأته عليها لعنة الله تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي وتعمل

لسانها بالإيذاء له عليه الصلاة والسلام وغير هذا الكثير .

3- إن كنت
فقدت معينا وسندا لك من الناس فاستمع إلى ما حدث لحبيبك
:
عندما بعث
النبي صلوات ربي
وسلامه عليه كان عمه أبا طالب يناصره ويرد عنه كثيرا من أذى
قريش كما كانت
زوجته خديجة رضي الله عنها تنصره بمالها وتواسيه وتعينه وتشد من
أزره إلا
أن مناصريه في وسط عداء وجهل قريش ماتا في عام واحد فحزن سيدنا محمد

لفقدهما ولموت عمه على غير الإسلام حزنا
شديدا.
4- هل
فقدت بعض أولادك و زوجتك وبعض أهلك ؟
هل أصابك الهم والحزن لبعض أمور الدنيا وصعابها
؟
فقد أصاب
نبيك كل هذا فتصبر وليكن لك في رسول الله العزاء
والسلوى.
5-
هل أصابك المرض ؟
لقد كان حبيبك يوعك كما يوعك الرجلان

وقد كسرت
رباعيته عليه
الصلاة والسلام وقذف بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان ووضع له
السم في
شاة حتى أنه كان يجد من وجعه في مرض موته عليه الصلاة والسلام ، فيا
أيها
المبتلى تصبر واعلم أن الله مع الصابرين
.
6- هل أنت
في ضيق من العيش ؟
أتشكو قلت ذات اليد؟
لقد كان رسول الله يمر
عليه وأهل بيته الهلال
والهلال والهلال ولا يوقد في بيوته نار وكان عليه
الصلاة والسلام يربط وأصحابه
الحجارة على بطونهم من الجوع وكان عليه الصلاة
والسلام مع كل هذا وغيره أكثر
راضيا شاكرا لربه حامدا فتأسى أيها المسلم
.
7- هل اتهمك
الأفاكون في عرضك زورا وبهتانا ؟
فقد اتهم الرسول عليه
الصلاة والسلام في عرضه فقام
المنافقون برمي السيدة الحصان الرزان الصديقة
بنت الصديق عائشة أم المؤمنين
بفرية عظيمة فبرأها الله من فوق سبع سماوات .
فيا أيها المبتلى تذكر أن
:

{وَالَّذِينَ
صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ
الصَّلاَةَ
وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً
وَيَدْرَؤُونَ
بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
}الرعد22
{مَا
عِندَكُمْ يَنفَدُ
وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ
صَبَرُواْ أَجْرَهُم
بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
}النحل96
{أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ
أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا
وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ
السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
}القصص54
{إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ
الْفَائِزُونَ }المؤمنون111
{أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا
وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً
}الفرقان75
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا
ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }فصلت35
{وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً
}الإنسان12

وفي السنة المطهرة
:

عن
أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:{ما
يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولاحزن و لا أذى ولا غم حتى الشوكة

يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه} متفق
عليه.
وعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من يرد الله به خيرا
يُصِب منه }رواه البخاري.
وعن أبي يحيى صهيب بن سنان
رضي الله عنه قال :قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :{عجبت لأمر المؤمن
إن أمره كله له خير ، وليس
ذلك لأحد إلا للمؤمن :إن أصابته سراء شكر فكان
خير له ، وإن أصابته ضراء صبر
فكان خير له }رواه مسلم.
ورحم
الله القائل :
ولرب
نازلة يضيق بها الفتى

ذرعا وعند الله منها
المخرجُ

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها

فرجت وكان يظنها لا
تفرجُ

ويقول آخر
:
إذا تضايق أمر فانتظر
فرجا

فأقرب الأمر أدناه إلى
الفرج

ويقول
آخر:
دع المقادير تجري
في أعنتها

ولا تنامنَّ إلا خالي
البالِ

ما بين غمضة عين وانتباهتها

يغير الله من حال إلى حالِ

فلنحقق إخوتي الرضا
بالله ليرضى عنا.
أللهم اجعلنا
من الصابرين الراضين وأعقب
لنا بعاقبة الصابرين يارب العالمين ،أللهم لا تحملنا
مالا طاقة لنا به واعف
عنا واغفر لنا وارحمنا ،أللهم كنا ولينا ونصيرنا واجعلنا
من عبادك
الصالحين

تسلمى يا غادة بجد ع الموضوع الجامد دا
جزاكى الله خيرا